شنت الطائرات الإسرائيلية فجر اليوم الأحد، سلسلة غارات على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، بدعوى الرد على ما وصفته تل أبيب بـ"خرق وقف إطلاق النار" عقب تبادل لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلين فلسطينيين في المنطقة، كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الغارات امتدت لتشمل مناطق في جباليا شمال القطاع.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن عناصر مسلحة تابعة لحركة "حماس" أطلقت النار على قوات إسرائيلية هندسية تعمل في رفح، ما أدى إلى اشتباك بين الجانبين. وذكرت القناة 14 الإسرائيلية أن انفجارًا استهدف آلية هندسية للجيش الإسرائيلي، أعقبه إطلاق نار كثيف، فيما تحدثت القناة 7 عن تبادل عنيف لإطلاق النار في المكان.
في المقابل نفت حركة حماس مسؤوليتها عن خرق الاتفاق، وأكدت تمسكها بوقف إطلاق النار، معتبرة أن إسرائيل هي من "تواصل الانتهاكات وتتحمل تبعات التصعيد".
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه "بدأ موجة من الغارات الجوية والقصف المدفعي على رفح لإزالة التهديد"، مشيرًا إلى أنه دمّر "عدداً من المواقع العملياتية والمنشآت العسكرية التي رُصدت فيها أنشطة معادية"، وفق تعبيره.
من جهة أخرى ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن هذه الحوادث هي الأولى من نوعها منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، وأنها تسببت في توتر أمني واسع داخل المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل.
وفي ظل هذه التطورات، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، إلى جانب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى إصدار أوامر فورية باستئناف القتال في قطاع غزة "بكامل قوته"، معتبرين أن استمرار التهدئة "يمنح حركة حماس فرصة لإعادة تنظيم صفوفها".
كما صرّح وزير الدفاع يسرائيل كاتس بأنه أمر الجيش بوضع "علامات مادية" على ما يُعرف بـ"الخط الأصفر"، وهو خط انسحاب القوات الإسرائيلية داخل القطاع، ليكون بمثابة تحذير لأي محاولة لاختراقه، مشددًا على أن "أي تجاوز له سيُقابل برد ناري مباشر".
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر عسكرية أن الاشتباكات في رفح جاءت عقب محاولات "اختراق للخط الأصفر" من قبل عناصر مسلحة، بينما قال الجيش إنه يعيد تقييم الموقف ميدانيًا بمشاركة رئيس الحكومة وقيادات الأمن.
في المقابل، أعلنت حكومة غزة والمكتب الإعلامي الحكومي أن الجيش الإسرائيلي ارتكب منذ إعلان وقف الحرب عشرات الخروقات للاتفاق، بلغت 47 خرقًا موثقًا، شملت عمليات إطلاق نار على مدنيين وقصفًا لمناطق سكنية واعتقالات ميدانية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 40 فلسطينيًا وإصابة نحو 150 آخرين، بحسب بيانات رسمية.
وأشار البيان إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية نُفذت باستخدام الدبابات والآليات المتمركزة شرق القطاع، إضافة إلى الطائرات المسيرة التي نفذت عمليات استهداف محددة في مناطق مختلفة.
يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل دخل حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، استنادًا إلى خطة توسطت فيها الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب، تضمنت وقف العمليات العسكرية، وانسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية إلى "الخط الأصفر"، وتبادل الأسرى، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، مع التزام الأطراف ببنود نزع السلاح تدريجيًا.