قال شفيق التلولي الكاتب والمحلل السياسي، إن المشروع الإسرائيلي منذ عقود طويلة يقوم على فكرة دفع الفلسطينيين إلى الهجرة القسرية خارج قطاع غزة، مؤكدًا أن أي تصريحات تزعم عكس ذلك ليست سوى تضليل للرأي العام، واصفًا ما يجري بأنه عملية تهجير ممنهجة تهدف إلى تفريغ القطاع من سكانه الأصليين. وشدد التلولي على أن إسرائيل تمارس منذ نحو عامين حرب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، في محاولة للسيطرة الكاملة على القطاع وإنهاء أي وجود فلسطيني فيه.
وأوضح التلولي، خلال لقائه ببرنامج "الحياة اليوم" الذي يقدمه الإعلامي محمد مصطفى شردي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتبنى خطابًا عدوانيًا متغطرسًا ويطلق تصريحات تعكس عقلية متطرفة، مشيرًا إلى أنه يتصرف دون أي اكتراث بردود الفعل الدولية أو حتى بالأزمات الداخلية التي تعصف بإسرائيل وحلفائها. وأضاف أن الولايات المتحدة، رغم ما تواجهه من تحديات اقتصادية وانقسامات سياسية داخلية، ما زالت تقدم دعمًا مفتوحًا وغير مشروط لإسرائيل، وهو ما يشجعها على الاستمرار في سياساتها العدوانية.
كما أشار التلولي إلى أن إسرائيل، رغم نجاحها في تنفيذ بعض مخططاتها العسكرية على الأرض، تدفع ثمنًا باهظًا على الصعيد الدولي، إذ تتعرض لعزلة متنامية وتواجه انتقادات واسعة من مؤسسات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية. وأكد أن الرأي العام العالمي بات أكثر وعيًا بحقيقة ما يجري في غزة، وأن صورة إسرائيل في المجتمع الدولي تتدهور بشكل ملحوظ، الأمر الذي قد ينعكس على علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية في المستقبل القريب.
وختم التلولي بالقول إن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه ولن يرحل، مهما تصاعدت آلة الحرب الإسرائيلية، مشددًا على أن صمود الفلسطينيين هو السلاح الأقوى في مواجهة هذا المشروع الاستيطاني.
