لم يتبقَ على قائمة إسرائيل لأبرز قادة حماس المطلوبين في غزة سوى اسم واحد، هو عز الدين الحداد، قائد لواء مدينة غزة، وذلك بعد الإعلان عن استهداف المتحدث العسكري باسم الحركة أبو عبيدة في غارة إسرائيلية، وفق ما ذكرت مصادر إسرائيلية.
وذكرت صحيفة معاريف العبرية أن الحداد بات الهدف الأهم لدى الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وجهاز الأمن العام "الشاباك"، بينما يتولى جهاز "الموساد" متابعة قيادات حماس في الخارج بقرار سياسي رفيع المستوى.
كان أبو عبيدة بمثابة الواجهة الإعلامية الأبرز لحماس، حيث ارتبط اسمه ببياناتها العسكرية وحملاتها الدعائية لسنوات، ما جعل تصفيته ـ بحسب التقديرات الإسرائيلية ـ ضربة على مستوى "المعنويات" داخل غزة وخارجها.
وبعد تأكيد مقتل محمد السنوار، أبرز قادة كتائب القسام، لم يبق من الأسماء الكبيرة المشاركة في هجوم 7 أكتوبر 2023 سوى الحداد، الذي تصفه إسرائيل بأنه آخر "رموز السابع من أكتوبر" الباقين على قيد الحياة. فقد سبق لإسرائيل أن اغتالت قيادات بارزة مثل محمد الضيف، ومروان عيسى، إلى جانب قادة ألوية الشمال والوسطى وخان يونس ورفح.
ويُعد الحداد، الملقب بـ"أبو صهيب"، من القيادات التي استعصت على إسرائيل طويلاً، إذ فشلت في اغتياله مرات عديدة منذ حرب 2008، وقصفت منزله في أعوام 2008 و2012 و2021، كما داهمته خلال الحرب الجارية. وتقول وسائل إعلام فلسطينية إنه لعب دوراً أساسياً في قيادة المقاتلين في معارك غزة المختلفة، وتولى قيادة لواء الجنوب في 2012، ثم لواء غزة عام 2021 بعد اغتيال القائد السابق باسم عيسى.
كما برز دوره في جهاز "مجد" التابع للقسام، المسؤول عن ملاحقة العملاء المتعاونين مع إسرائيل، وحمل أحياناً لقب "شبح القسام" لقدرته على التخفي والنجاة من محاولات الاغتيال. ورصدت إسرائيل مكافأة بقيمة 750 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إليه. وخلال الحرب الأخيرة، فقد الحداد اثنين من أبنائه في غارات إسرائيلية دون أن يظهر علناً في جنازاتهما.
تتهمه إسرائيل بلعب دور مباشر في التخطيط لهجوم 7 أكتوبر، وبالإشراف على إنتاج قذائف "الياسين 105" وزيادة تصنيعها، كما ارتبط اسمه بملفات الأسرى الإسرائيليين في غزة. وقد ظهر خلال هدنة سابقة في تسجيل مصوَّر أكد فيه استمرار المقاومة، قبل أن يختفي مجدداً عن الأنظار.
ويصفه أنصاره بـ"ثعلب الكتائب" نظراً لبراعته في التخفي، فيما تؤكد تقارير أنه يتحدث العبرية بطلاقة، ويجيد التحرك في ظروف معقدة. ونقلت وسائل إعلام عبرية عن أسير إسرائيلي محرَّر أنه التقى الحداد عدة مرات في غزة، ووصفه بأنه المسؤول المباشر عن الأسرى.
ومع تصفية معظم قادة القسام في غزة، شدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على أن الحداد، إلى جانب قادة حماس في الخارج، سيكونون الهدف المقبل، وهو ما أكدته أيضاً منشورات وزعها الجيش الإسرائيلي في القطاع، متوعدةً بملاحقة آخر من تبقى من قيادات الصف الأول.
.png)