اغتيال أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله - صورة أرشيفية
أفادت مصادر إعلامية إسرائيلية بأن عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني أُطلِق عليها اسم "عملية الزبدة"، حيث بدأت الاستعدادات لهذه العملية من قبل جهاز الاستخبارات العسكرية والموساد بعد حرب 2006 على لبنان، وأشار موقع "واللا" الإسرائيلي إلى أن معلومات دقيقة حول مكان تواجد نصر الله وحركته تم الحصول عليها قبل أيام قليلة من تنفيذ الاغتيال، وبناءً على ذلك تم اتخاذ قرار بتنفيذ 14 غارة جوية على مجمع مباني تحت الأرض يحتوي على أنفاق، مع استهداف مخارج الطوارئ لعدة أيام لمنع أي محاولات إنقاذ.
وأضافت المصادر أنه عندما أعلن نصر الله دعمه لغزة في 8 أكتوبر 2023، بدأت خطة الاغتيال تتحرك بشكل أسرع، ومع ذلك كانت خطة التضليل الإسرائيلية جزءًا أساسيًا من العملية، حيث تم إيهام نصر الله بأن إسرائيل لا تنوي توسيع نطاق المواجهة معه، وتم اتخاذ قرار التصعيد الإسرائيلي في 16 سبتمبر 2024، أي قبل يوم واحد من تفجير أجهزة الاتصال المعروفة باسم "البيجر"، وذلك بعد إعلان فشل جهود المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين في إقناع حزب الله بوقف دعمه لغزة والوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
عندها قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رغم معارضة الجيش، تفعيل خطة تفجير أجهزة الاتصال "البيجر"، وفي اليوم التالي تم تفجير أجهزة اللاسلكي، وأوضح التقرير الإسرائيلي أنه في 19 سبتمبر، ألقى نصر الله خطابًا أعلن فيه أنه لن يتوقف عن القتال إلا إذا أوقفت إسرائيل حربها على غزة، وقد استغل الإسرائيليون هذا الخطاب كذريعة للتصعيد، حيث بدأوا سلسلة من العمليات العسكرية التي بلغت ذروتها في اجتياح بري مكثف في أوائل أكتوبر.
وكشفت هذه العمليات عن نتائج جهود استخباراتية استمرت 18 عامًا، حيث جمعت المخابرات الإسرائيلية معلومات دقيقة عن جميع كوادر حزب الله، بدءًا من الأمين العام وقيادات الحزب ووصولًا إلى أصغر قائد مجموعة، وذلك عبر عملاء وأجهزة إلكترونية متطورة، وقبل وقت قصير من تنفيذ الاغتيال، تمكن ضابط استخباراتي عسكري من تحديد موقع نصر الله بدقة، وبعد ذلك دعا شلومو بندر رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، مجموعة من رؤساء الأقسام لمناقشة الخطة المقترحة، والتي حظيت بدعم كامل.
ولم يتم تسجيل أي اعتراضات حيث وافق رئيس الأركان هيرتسي هليفي على الخطة بشكل نهائي، بعد ذلك تم تقديم الخطة إلى نتنياهو، الذي أبدى حماسًا كبيرًا لتنفيذها، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة واللا الإسرائيلية، بدأت القوات الإسرائيلية بتنفيذ ما أسمته "عملية تقليم الأجنحة"، والتي تضمنت تصفية إبراهيم عقيل في 20 سبتمبر، بالإضافة إلى عدد من القيادات المتوسطة في صفوف حزب الله، خلال غارة جوية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت.
وفي 23 سبتمبر شنت إسرائيل حملة عسكرية واسعة النطاق على لبنان، حيث استهدفت مئات الغارات الجوية منشآت وقواعد تابعة لحزب الله، بما في ذلك مواقع سرية، وأدت هذه العمليات إلى تدمير ما يقارب 80% من القدرات الهجومية العسكرية للحزب، بالإضافة إلى تصفية العديد من قادة الحزب في مناطق مختلفة. وأشار التقرير إلى أن حسن نصرالله زعيم حزب الله، لم يستوعب الرسائل الكامنة وراء هذه الضربات المتتالية والمكثفة، واستمر في ربط الأحداث بين لبنان وغزة.
كما كشف التقرير الإسرائيلي أنه قبل أيام قليلة من محاولة اغتيال نصرالله، تمكنت إسرائيل من تحديد مكان وجوده بدقة، ليس فقط عبر الأنفاق، بل أيضًا من خلال تحركاته فوق الأرض. وتوقعت إسرائيل وصوله إلى مقر قيادي تحت الأرض، يقع أسفل مجمع سكني يتألف من 20 مبنى ضخم مترابط، في منطقة سكنية راقية بالضاحية الجنوبية، بالقرب من غابة غربية.
واعتبرت إسرائيل أن هذه فرصة نادرة لا تتكرر، وكان نصرالله يتحرك بحرية، بما في ذلك تحركاته فوق الأرض، دون أن يتوقع تعرضه لعملية اغتيال. وعلى مدار أربعة أيام، تمت مراقبة تحركات نصرالله بدقة عالية، بمشاركة قادة إسرائيليين بارزين، من بينهم رئيس الأركان وقادة سلاح الجو، الذي تولى مهمة تنفيذ العملية، كما عقدت جلسة أخيرة للتحضير بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شخصيًا، تم تجهيز سرب من الطائرات المقاتلة، حيث تم تسليح 14 طائرة بأكثر من 80 طنًا من الذخائر، بما يعادل 83 عبوة متفجرة.
وتم تحديد موعد التنفيذ عند الساعة 18:21، بالتزامن مع صلاة المغرب. وكشف التقرير أن العملية انتهت في غضون 10 ثوانٍ فقط: حيث انهارت المباني تمامًا، مخلفة حفرة عميقة في الموقع، كما تم قصف جميع المخارج المحتملة لمنع أي محاولات للهروب، وأضاف التقرير أن القصف الإسرائيلي استمر لعدة أيام، بهدف منع فرق الإنقاذ اللبنانية من الوصول إلى الموقع حيث كان القرار الإسرائيلي هو عدم السماح لأحد بالخروج حيًا.
