جاء هذا الهجوم كجزء من سلسلة هجمات يومية تؤكد قدرة حزب الله على مواصلة إدارة المعركة في الجنوب على الرغم من الغارات الإسرائيلية والقصف المدفعي ومحاولات التقدم البري التي تشارك فيها أربع فرق إسرائيلية، وفي وسط تصريحات قادة الجيش الإسرائيلي بأن حزب الله أصبح تنظيمًا بلا رأس بعد اغتيال حسن نصر الله الأمين العام للحزب والصف الأول من قادته العسكريين، وبأنه يواجه أزمة في قدراته بعد فقدانه جزءًا كبيرًا من صواريخه القصيرة والمتوسطة المدى، وبأن قوته الجوية تعاني بعد اغتيال محمد حسين سرور قائدها، في سبتمبر الماضي نفذ حزب الله هجومه الأكثر نكاية على جنود الجيش الإسرائيلي.
وذكرت إذاعة الجيش أن الإسرائيليين أبلغوا الشرطة بوجود طائرة مسيرة فوق منازلهم قبل دقائق من انفجارها، وبعد تواصل الشرطة مع وحدة المراقبة الجوية التابعة لسلاح الجو تم إعلامهم بأن الطائرة المسيرة إسرائيلية، ووصف رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي الهجوم بأنه صعب وأن نتائجه كانت مؤلمة، وفي وقت سابق أشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أن الطائرة المسيرة المهاجمة أطلقت صاروخًا على قاعدة تدريب لواء جولاني قبل أن تصطدم بمكان تناول الطعام داخل القاعدة، مما يذكرنا باستخدام الحزب لهذا النوع من الطائرات المسيرة المحملة بالصواريخ للمرة الأولى في مايو 2024 عندما هاجمت طائرة مسيرة مزودة بصاروخين موقعًا عسكريًا إسرائيليًا في المطلة، ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن التحقيقات الأولية أن الطائرة المسيرة المستخدمة في الهجوم كانت من طراز شاهد 107، بينما ذكرت مصادر أخرى أنها من طراز مرصاد التي يتراوح مداها بين 150 و200 كيلومتر.
من جانبه أعلنت ميليشيات الحزب الشيعي اللبناني أنها نفذت هجومًا على معسكر تدريب للواء جولاني في منطقة بنيامينا جنوب مدينة حيفا الإسرائيلية باستخدام طائرات بدون طيار مسلحة، وقالت الميليشيات إن الهجوم المعقد تم بهدف إطلاق صواريخ تجاه مناطق في عكا وحيفا ونهاريا لتشتيت الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وأضافت أن الطائرات البدون طيار نجحت في الوصول إلى الهدف دون أن يتم اكتشافها من قبل الرادارات الإسرائيلية، مما أسفر عن انفجار في الغرف التي يوجد بها عشرات من الضباط والجنود الإسرائيليين الذين كانوا يستعدون للمشاركة في الاعتداء على لبنان بما في ذلك ضباط كبار.
ويندرج هجوم الحزب الشيعي اللبناني على قاعدة جولاني جنوب حيفا ضمن النقاش العسكري حول مدى تأثير استخدام الطائرات البدون طيار في الحروب، وهل هو تكتيكي فقط أم يمكن أن يتطور ليصبح تأثيرا إستراتيجيا يغير قواعد اللعبة ومسار الحرب؟، ويتحدث خبراء عسكريون عن أن انخفاض تكلفة إنتاج الطائرات البدون طيار في عصر الإلكترونيات رخيصة الثمن شجع على التوسع في إنتاجها، مشيرين إلى دقتها العالية في إصابة الأهداف وسهولة تصنيعها واستخدامها نظرا لأن مكوناتها الرئيسة مثل المحركات وأجهزة الملاحة غالبًا ما تكون مزدوجة الاستخدام ومتاحة تجاريًا، وهو ما يتيح للأطراف الأضعف في الصراعات فرصة لضرب أهداف نوعية وحساسة من مسافات بعيدة، ويغير من طبيعة الحرب الجوية.

