يذكر البروفيسور مامود أن المستشفى الذي تعرض لهجوم من قبل الجيش الإسرائيلي في فبراير، كان آخر مستشفى في غزة يعمل بكامل طاقته قبل الهجوم، مشيرًا إلى أن الأطباء كانوا يتعاملون مع اثنتين إلى ثلاث كوارث جماعية يوميًا بعد القصف والهجمات بالطائرات المسيرة، يقول مامود الذي عمل سابقًا في مناطق نزاع أخرى إن الوضع في غزة مختلف تمامًا عن أي شيء رأى في حياته، منذ اللحظة التي دخل فيها غزة شعر وكأن قنبلة ذرية أسقطت على المدينة.
ويضيف: "لأميال على مدى البصر ثمة أنقاض تقود سيارتك لمدة 30 دقيقة ولا تصادف أحدا إلا بعض المسلحين ثم تصل إلى المنطقة المركزية من غزة حيث مليون ونصف شخص مكتظين في مساحة صغيرة جدًا داخل خيام"، ويتابع مامود: "كنا نتعامل بشكل أساسي مع أشخاص فقدوا أطرافهم أكثر ما صدمني هو معرفتي أن هذا الوضع استمر يومًا بعد يوم، على مدار سنة كاملة حتى الآن لم يكن هناك مجال لأي تراجع كنا نتعامل مع هؤلاء الضحايا يوميًا"، جرى تنسيق زيارة مامود إلى غزة بالتعاون مع جمعية العون الطبي للفلسطينيين وهي مؤسسة خيرية تعمل منذ عام 1982، وقد أعرب مامود عن استعداده للعودة إلى غزة في حال تم استدعاؤه.
يذكر أنه في السابع من أكتوبر 2023 شنت حركة حماس هجومًا على إسرائيل، ما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واختطاف نحو 250 آخرين، وصف هذا الهجوم بالأكثر دموية في تاريخ إسرائيل، وحسب المعلومات المتاحة حتى سبتمبر 2024 يُعتقد أن حوالي 100 شخص لا يزالون محتجزين في غزة، وعلى أثر هذا الهجوم شنت إسرائيل حملة عسكرية في غزة أسفرت حتى الآن عن مقتل 41,689 شخصًا وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ويؤكد الجيش الإسرائيلي أن الحملة لا تستهدف المدنيين متهمًا حماس باستخدام السكان كدروع بشرية.
