الجيش الإسرائيلي - صورة أرشيفية
ويستمر الهجوم المتبادل في جنوب لبنان بين حزب الله من جانب والجيش الإسرائيلي من جانب آخر، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، حيث يتم تبادل القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي، ويستجيب حزب الله بهجمات صاروخية تستهدف بشكل رئيسي شمال إسرائيل، لكن نطاق هذه الهجمات قد توسع بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة، وفي كل يوم يتم تسجيل عشرات الصواريخ التي تستهدف المناطق المأهولة بالسكان الإسرائيليين، مما يؤدي إلى إصابة المباني السكنية وتسبب في إصابات.
قال جورج علم المحلل السياسي اللبناني إن إسرائيل قادرة على خوض حرب لسنوات، وليس لأشهر أو أسابيع فقط في لبنان وغزة، طالما أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعمها بشكل كامل، بأحدث أنواع الأسلحة والمخابرات والتقنيات والأموال والاقتصاد، ووفقًا له فإن الولايات المتحدة تقدم مليارات الدولارات إلى إسرائيل بين الفترة والأخرى، وكل القنابل الذكية والأسلحة الحديثة الأمريكية متوفرة لإسرائيل، وفي كل مرة يكون هناك خطر على إسرائيل، ترسل واشنطن حاملات الطائرات والبوارج للدفاع عن أمن إسرائيل.
↔
وأضاف: "لذلك أعتقد أن إسرائيل قادرة بالفعل على خوض حرب طويلة ومدمرة، كما فعلت في غزة، وهي تحاول بالطبع تكرار المشهد في لبنان"، يشير المحلل السياسي اللبناني، سركيس أبو زيد إلى أن التطورات الحالية تؤدي إلى غياب المبادرات الدولية الفعالة، سواء في الأمم المتحدة أو مجلس الأمن الدولي أو الاتحاد الأوروبي، وفي هذا السياق يشدد على وجود العديد من الاجتماعات والتصريحات التي تؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار رقم 1701، لكنه يؤكد أن هذه البيانات لم تؤثر على تهدئة الأوضاع،
ويضيف أبو زيد أن نتنياهو استغل الوضع والانتخابات الأمريكية ليتقدم في اعتداءه، مستهدفًا تحقيق أهدافه في لبنان وغزة عبر القوة.
ويؤكد أن الحرب الطويلة تكون باهظة الثمن بالنسبة لإسرائيل، حيث تكبدت خسائر كبيرة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، رغم أنها استطاعت الاستمرار في غزة لعام كامل، مدمرة البنية التحتية وقتل عدد كبير من الأشخاص،
ويشير إلى أن الاقتصاد الإسرائيلي يعاني كثيرًا مع وجود إرهاق داخل الجيش وأزمات كبيرة، لكن إسرائيل استطاعت تغطية هذه الأزمات بفضل الدعم الأمريكي والمساعدات الأوروبية المستمرة، ويؤكد أن الحرب مع لبنان تكون أكثر تعبًا وتكلفة بالنسبة لإسرائيل، خاصة أن قوات حزب الله تمتلك قدرات قوية وعمقًا جغرافيًا في لبنان وسوريا، على عكس غزة المحاصرة من جميع الجهات.
ويشدد على أن حزب الله يمتلك صواريخ طويلة المدى تتجاوز 100 كيلومتر وتكون متطورة، مما يمكنها من إلحاق خسائر كبيرة بإسرائيل، ويؤكد أن تهديد إسرائيل بالحرب الطويلة يهدف إلى تسريع التسوية وجذب الولايات المتحدة الأمريكية إلى الصراع مع إيران، ويشير إلى أن إسرائيل ترغب في خلاف بين واشنطن وطهران، لتجنب أي اتفاق يعتبره خطرًا استراتيجيًا عليها، لكن الحرب الطويلة ستكون مرهقة وستولد تناقضات داخل إسرائيل، مع تكبد تكاليف أكبر وأصعب على الجبهة اللبنانية، ويعتقد أبو زيد أن إسرائيل تهدد بالحرب الطويلة لكنها تتفاداها في لبنان في نفس الوقت لكن الميدان سيحدد مصير هذه المعارك، ويجب الانتظار حتى الانتخابات الأمريكية لمعرفة مآلات الأحداث بشكل كامل.
