أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

مسيرات حزب الله.. السلاح الذي غير موازين القوة ومعادلات الحرب أمام إسرائيل

israel
مسيرة - صورة أرشيفية

نجحت عملية مسلحة أطلقتها جماعة حزب الله يوم الأحد في تحقيق أهدافها وضرب قاعدة عسكرية في جنوب حيفا، مما أسفر عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين وجرح العشرات، هذه العملية تمثل أكبر خسارة تلحق بالعدو الإسرائيلي من قبل التنظيم اللبناني منذ بدء التصعيد في الشرق الأوسط، الذي شهد توغلًا بريًا إسرائيليًا في شمال لبنان، هل ستغير الطائرات بدون طيار موازين القوى في المنطقة وتغير معادلات القتال؟ يتساءل الكثيرون عما إذا كانت ميليشيات مسلحة قادرة على مواجهة أحد أقوى الجيوش في الشرق الأوسط، على الرغم من مقتل جميع قيادات الصف الأول لحزب الله بمن فيهم أمينه العام حسن نصر الله، خالف الحزب اللبناني كل التوقعات التي تنبأت بضعفه وتراجعه، خاصةً في ظل استمرار القصف الإسرائيلي المكثف وتوسعه لعدة مناطق في لبنان.

ربما يكون أبرز دليل على ذلك هو الهجوم المفاجئ الذي نفذه الحزب باستخدام طائرات درونز في 13 أكتوبر، كان هذا الهجوم أقوى هجوم نفذه التنظيم المدعوم من إيران منذ بدء التصعيد الأخير مع إسرائيل، أدت الغارة التي نفذتها طائرة مسيرة على قاعدة عسكرية في بنيامينا شمال إسرائيل إلى مقتل أربعة جنود وإصابة أكثر من 60 آخرين، حتى أن الجنرال هرتسي هاليفي رئيس الأركان الإسرائيلي، وصف الهجوم بأنه صعب وأسفر عن نتائج مؤلمة للدولة العبرية، يلاحظ الباحث نيكولاس بلانفورد في المجلس الأطلسي، الذي يهتم بالقضايا الدولية ومقره في واحشنطن، أن المسيرة التي دخلت إسرائيل عن طريق البحر اختفت من شاشات الرادار بعد أن رصدها الجيش الإسرائيلي وتتبعها لفترة من الزمن حسبما نقلت صحيفة لوريان لوجور اللبنانية.

لا يزال غير واضح ما إذا كان حزب الله استخدم في هجومه هذه المسيرة الإيرانية أبابيل-تي أو الصياد107، وفقًا لنفس الجريدة اللبنانية الناطقة بالفرنسيةأن مدى المسيرة الأولى يبلغ 120 كيلومترًا وتبلغ سرعتها القصوى 370 كيلومترًا في الساعة، في حين يمكن برمجة الصياد107 لتعديل الارتفاع والاتجاه بشكل متكرر، مما يجعل رصده وتتبعه أمرًا صعبًا وفقًا لنفس المصدر، كما أوضح حزب الله يوم الأحد أنه استخدم في الهجوم على لواء غولاني في بنيامينا جنوب حيفا سربًا من المسيرات الانقضاضية، وأضاف أن رادارات الدفاع الجوي الإسرائيلي لم تتمكن من رصد بعض المسيرات التي تضمنت نماذج لم يستخدمها من قبل.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر عسكري قوله إن الضربة أصابت قاعة الطعام في القاعدة العسكرية، في ظل التطورات الأمنية الحالية التي تشكل تهديداً لإسرائيل اتخذت الحكومة الإسرائيلية قراراً بالاستعانة بقطاع الدفاع لتعزيز قدرات الجيش على مواجهة الطائرات المسيرة التي تطلقها إيران أو حزب الله، وأعلنت وزارة الدفاع في بيان صادر عنها يوم الثلاثاء أنها أطلقت مناقصة تشارك فيها ثماني شركات كبيرة وصغيرة، وستختار الوزارة بعد تحليل نتائج التجارب عدة تقنيات للدخول في عملية تطوير وإنتاج سريعة، مع الهدف الأساسي لنشر قدرات تشغيلية جديدة خلال أشهر قليلة.

من جانبه أكد المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية، إيال زامير، أن الوزارة قد استثمرت بالفعل مئات الملايين من الشواكل في تطوير مثل هذه القدرات، ومن بين الشركات المشاركة في المناقصة شركات الدفاع الكبرى في إسرائيل مثل إلبيت سيستمز ورافائيل وإسرائيل لصناعات الطيران والفضاء، ويقول ألكسندر فوترافيرز رئيس تحرير المجلة العسكرية السويسرية والمدير العلمي لمركز التاريخ والآفاق العسكرية، إن ميزان القوى التقليدي مناسب جداً لإسرائيل، مضيفاً أن قبل عشر سنوات، لم تكن الطائرات بدون طيار موجودة بشكل عملي، لكن اليوم، يحصل حزب الله والحوثيون على عتاد وأسلحة متطورة من مورديهم في إيران". ويحذر الخبراء الذين تواصلت معهم فرانس 24 من المبالغة في تقدير الأثر العسكري للطائرات المسيرة.

ويعتبر فوترافيرز أنه في إطار المواجهة الكلاسيكية، من المستحيل أن تصل هذه الطائرات إلى إسرائيل بفعالية، ومنذ بدء المناوشات الحدودية والهجمات التي شنتها فصائل محور المقاومة في 8 أكتوبر 2023، بما في ذلك حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن والميليشيات العراقية الموالية لإيران، لم تؤدِ هذه الهجمات إلى إلحاق أضرار جسيمة بإسرائيل، على الرغم من مقتل جنديين إسرائيليين في 4 أكتوبر مما يمثل أكثر الضربات دموية، ويرجح جان لوب سمعان، خبير مساعد في شؤون الشرق الأوسط بمعهد مونتي، أن تستمر هذه الهجمات مشيرًا إلى أن حزب الله حتى لو لم يتمكن من تغيير موازين القوى فعليًا على أرض المعركة، يراهن على تحقيق مكاسب نفسية تتمثل في ترهيب الإسرائيليين.
Hoda
Hoda
تعليقات