يمكننا أن نتعاطف مع الفلسطينيين المحرومين من الجنسية والعرب في الضفة الغربية الذين يعيشون تحت وطأة المستوطنات والقيود الإسرائيلية، ولكن في رأيي لا يوجد شيء يبرر ما فعلته حماس في السابع من أكتوبر الماضي من قتل وتشويه وخطف وإساءة معاملة أي إسرائيلي يمكنهم وضع أيديهم عليه دون أي هدف أو قصة بخلاف تدمير الدولة اليهودية على حد قوله، وأكد فريدمان أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لم ترو أي قصة نظيفة لها في غزة أيضًا، حتى أنها شنت حربًا أصبحت الآن أبشع الحروب الإسرائيلية الفلسطينية منذ عام 1947.
وعلى هذا وكما زعمت منذ البداية كان من الواجب على إسرائيل أن توضح أن هذه ليست مجرد حرب للدفاع عن نفسها، بل أيضًا لتدمير حماس من أجل نشوء شيء أفضل، وهو الحل الوحيد العادل والمستقر الممكن المتمثل في حل الدولتين لشعبين، وقال إن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رفضت بشدة القيام بذلك، لدرجة أنها بعد مرور عام لم تخبر شعبها أو جيشها أو مورد الأسلحة الأمريكي بما تريد أن تبنيه في غزة بدلاً من حماس بخلاف النصر الكامل.
ومع استمرار إسرائيل في قصف المدارس لقتل عدد قليل من مقاتلي حماس المختبئين داخلها، فضلًا عن فشلها في صياغة أي مستقبل لسكان غزة بخلاف الحرب الدائمة، بدا الأمر وكأن قتل آخر حماسي هو الهدف بغض النظر عن عدد المدنيين الذين يموتون، هذه حرب أبدية تهدد مصداقية إسرائيل وأمريكا، ورأى فريدمان أن الافتقار إلى قصة جيدة يضر بإسرائيل بطرق أخرى، إذ يُطلب من الإسرائيليين إرسال أبنائهم وبناتهم للقتال كل يوم ضد أعداء حماس وحزب الله، ومع ذلك لا يمكنهم التأكد مما إذا كانوا سيذهبون إلى الحرب لإنقاذ إسرائيل أم الحياة السياسية لرئيس وزرائهم، خاصة أن هناك أكثر من سبب كافٍ للاعتقاد بأن نتنياهو يريد استمرار هذه الحرب لتأجيل الإدلاء بشهادته المنتظرة.
