يُظهرون مؤشرات ذهانية وانتحارية.. تقرير صادم لأكثر من نصف مليون مستخدم لـ ChatGPT

أعلنت شركة OpenAI المطوّرة لتقنية الذكاء الاصطناعي شات جي بي تي، في تقرير حديث، عن رصد مؤشرات مثيرة للقلق تتعلق بالصحة النفسية لدى عدد كبير من مستخدمي منصتها حول العالم.
فبحسب التقرير، أظهرت البيانات أن نحو 0.07% من المستخدمين الأسبوعيين، أي ما يقارب 560 ألف شخص من أصل 800 مليون مستخدم، يعانون من اضطرابات عقلية حادة أو أفكار انتحارية. كما تبيّن أن أكثر من 1.2 مليون مستخدم أرسلوا رسائل تتضمّن نوايا أو خططاً لإنهاء حياتهم.
وأوضحت الشركة أن مليون مستخدم آخرين يُظهرون ارتباطاً عاطفياً مبالغاً به بالروبوت، إلى درجة أثّرت سلباً على علاقاتهم الاجتماعية وسلوكهم اليومي.
ولمواجهة هذا الوضع المقلق، أعلنت OpenAI عن تشكيل لجنة تضم أكثر من 170 خبيراً في الطب النفسي والصحة العقلية، بهدف تطوير آليات استجابة أكثر أماناً للمحادثات التي تتضمن مؤشرات اضطراب أو خطر انتحاري.
ورغم هذه الجهود، يرى عدد من المتخصصين أن الطريق لا يزال طويلاً. وقال الدكتور هاملتون مورين من كلية «كينغز» في لندن لصحيفة ديلي ميل: “من الإيجابي أن الشركات التكنولوجية بدأت التعاون مع خبراء الصحة النفسية، لكن الوضع لا يزال مقلقاً ولم يُحل بعد.”
ويأتي هذا التحذير في ظل تزايد الجدل حول التأثير النفسي للتفاعل المطوّل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي، خصوصاً بعد حوادث مأساوية مثل وفاة المراهق آدم راين، الذي يُعتقد أنه انتحر بعد أشهر من محادثاته مع «شات جي بي تي». كما أُشير إلى أن الذكاء الاصطناعي قد ساهم في تفاقم أوهام أحد المتورطين في جريمة قتل وانتحار بولاية كونيتيكت الأمريكية.
وفي المقابل، أكدت الشركة أنها درّبت نموذجها الأحدث GPT-5 على التعامل بفاعلية أكبر مع المواقف الحساسة، مشيرةً إلى أنه حقق نسبة التزام بلغت 91% وفق تقييماتها الداخلية، مقابل 77% فقط للنموذج السابق.
وقال الدكتور توماس بولاك، استشاري الطب النفسي العصبي في مؤسسة NHS البريطانية: “حتى وإن بدت النسبة صغيرة، فإن 0.07% من 800 مليون رقم ضخم للغاية، ويستدعي اهتماماً فورياً.”
وأضاف أن الأدلة لا تثبت بعد وجود علاقة مباشرة بين استخدام الذكاء الاصطناعي وتدهور الحالة النفسية، لكنها تؤكد أن هذه الأدوات قد تضخم المشاعر السلبية أو الأوهام لدى المستخدمين الأكثر هشاشة، تماماً كما تفعل وسائل التواصل الاجتماعي أو الإدمان الرقمي.
وشددت OpenAI في ختام تقريرها على أنها لم تجد أي دليل قاطع يربط استخدام منصاتها بالتسبب في اضطرابات نفسية جديدة، مؤكدة أن هذه الحالات موجودة في كل المجتمعات البشرية بطبيعتها، وأن توسّع قاعدة المستخدمين يجعل ظهورها أمراً متوقعاً إحصائياً.
كما كشفت الشركة عن تطوير آليات تنبيه واستجابة تلقائية داخل «شات جي بي تي» لمساعدة المستخدمين الذين يُظهرون ميولاً انتحارية أو ضيقاً نفسياً، عبر توجيههم إلى مختصين أو خطوط دعم عاجلة.
أما الرئيس التنفيذي سام ألتمان، فأعلن في منشور عبر منصة إكس (تويتر سابقاً) أن الشركة تدرس تخفيف القيود المفروضة على استخدام الأداة في مجالات الدعم النفسي، موضحاً: “كنا متحفظين جداً في البداية، لكننا اليوم نمتلك أدوات تجعل التجربة أكثر أماناً وإنسانية.”