“هكذا قادها ChatGPT إلى السعادة”.. امرأة أمريكية تغيّر حياتها بقرار من الذكاء الاصطناعي

لم تكن الأمريكية جولي نيس تتخيل أن حوارًا عابرًا مع روبوت ذكاء اصطناعي سيقلب حياتها رأسًا على عقب، لكن ما بدأ بسؤال عادي على تطبيق ChatGPT تحوّل إلى رحلة بحث عن الذات انتهت بها في بلدة فرنسية هادئة، لتبدأ فصلاً جديدًا من حياتها لم يخطر ببالها يومًا.

كانت جولي تمر بفترة من الإرهاق الشديد والاضطراب النفسي بعد سنوات طويلة من العمل في مجال التكنولوجيا بالولايات المتحدة. ورغم نجاحها المهني وراتبها المجزي، فإنّ القلق والاكتئاب والإجهاد المستمر دفعوها إلى التفكير الجدي في التغيير. حينها لجأت إلى ChatGPT لتطلب منه نصيحة تساعدها على إعادة ترتيب حياتها، دون أن تتوقع أن يكون رده نقطة التحول الكبرى.

اقترح عليها الذكاء الاصطناعي مدينتين في جنوب فرنسا: سارلا لا كانيدا وأوزيس. وبما أنها لم تتمكن من الحسم، طلبت منه أن يختار بدلًا عنها، فاختار ChatGPT بلدة أوزيس في منطقة أوكسيتاني. استغربت جولي في البداية هذا القرار، لكنها قررت الوثوق بالاقتراح والمضي قدمًا.

تقدّمت بطلب للحصول على تصريح إقامة خاص بالمحترفين المهرة، وبعد بضعة أشهر وجدت نفسها على متن قطار متجه إلى أفينيون، ومنها إلى أوزيس، حيث استأجرت شقة صغيرة في ساحة Place aux Herbes التاريخية. ومع مرور الوقت، بدأت تشعر بأنّ هذا المكان هو بيتها الحقيقي. تقول جولي: “لم أصدق أنني أعيش هنا الآن… هذه البلدة تبدو كأنها تنتمي إلى رواية قديمة، لكنها أصبحت عالمي الجديد”.

تصف نيس حياتها الحالية بأنها أكثر هدوءًا وسكينة، فقد استعادت صحتها النفسية والجسدية، وتخلّصت من التوتر الذي كان يلازمها في أمريكا. أصبحت تمشي إلى السوق سيرًا على الأقدام، وتشارك في فعاليات البلدة الصغيرة، وتشعر بدفء سكانها المحليين. ورغم أنها تفتقد بعض مظاهر الحياة الأمريكية، مثل المتاجر المفتوحة طوال الأسبوع، فإنها تؤكد أنّ القرار الذي اتخذه الذكاء الاصطناعي كان أفضل ما حدث لها.

واليوم، تدير جولي قناة على يوتيوب بعنوان “French Julie Travels”، توثق فيها تجربتها في فرنسا وتنظم من خلالها جولات سياحية وتجارب طعام للزوار. ومع أنها تزور الولايات المتحدة مرة أو مرتين سنويًا، فإنها لا تفكر في العودة الدائمة إليها.
تختتم حديثها قائلة: “أشعر أن أوزيس هي المكان الذي كان ينتظرني منذ زمن… ربما سأبقى هنا إلى الأبد.”