ليفربول في ورطة تكتيكية.. سلوت يبحث عن حلول أمام سلاح الكرات الطويلة

يعيش ليفربول فترة من أسوأ فتراته في السنوات الأخيرة بعد أن تلقى أربع هزائم متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو رقم لم يسجله الفريق منذ فبراير 2021. هذه النتائج السلبية وضعت الفريق في موقف صعب، حيث تراجع بفارق سبع نقاط كاملة خلف المتصدر أرسنال، رغم البداية القوية التي حققها بخمسة انتصارات متتالية.
المدرب الهولندي آرني سلوت أشار في تصريحات لوسائل الإعلام إلى أن السبب الرئيسي وراء هذا التراجع يعود إلى اعتماد الخصوم على أسلوب “اللعب المباشر” باستخدام الكرات الطويلة، وهو النهج الذي أصبح “السلاح الأنجع” ضد تكتيك ليفربول القائم على الضغط العالي والسيطرة في منتصف الملعب، رغم امتلاك الفريق لأسماء لامعة مثل محمد صلاح.
الإحصائيات تؤكد صحة هذا التحليل؛ إذ يتصدر ليفربول قائمة الفرق الأكثر تعرضًا للكرات الطويلة في الدوري، بعدما واجه 571 كرة مباشرة، متقدمًا على بورنموث بفارق 46 كرة. والأدهى أن أعلى ثلاث مباريات من حيث التمريرات الطويلة في البطولة هذا الموسم كانت جميعها أمام ليفربول، بينها 75 تمريرة من مانشستر يونايتد — وهو رقم قياسي لم يحققه الشياطين الحمر منذ عام 2017.
هذا الأسلوب أفقد ليفربول قوته المعتادة في افتكاك الكرة من مناطق الخصم، حيث تراجع معدل التحولات السريعة من 8.1 إلى 6 فقط. وعلى الرغم من تفوق الفريق في الكرات الهوائية بنسبة 56.5% بفضل الثنائي فان دايك وكوناتي، إلا أن العجز في التعامل مع الكرة الثانية بعد الالتحام الأول بات نقطة ضعف واضحة.
كما تلقى الفريق سبعة أهداف من الكرات الثابتة هذا الموسم، من بينها ثلاثة أهداف من رميات تماس طويلة — وهو رقم مقلق يفوق ما استقبله خلال الموسم الماضي بسبعة أضعاف، مما يعكس مشاكل في التركيز وإدارة التفاصيل الدقيقة أثناء المباريات التي خسر معظمها بفارق هدف وحيد.
قائد الفريق أندرو روبرتسون لخص الأزمة بقوله: “لا أحد يمنحك السيطرة مجانًا، يجب أن تقاتل من أجلها، وأن تفوز بالكرات الأولى والثانية.”
ويأمل ليفربول في استعادة توازنه عندما يلتقي كريستال بالاس في كأس الرابطة الإنجليزية (كأس كاراباو)، على أمل أن يجد سلوت الحل التكتيكي المناسب قبل مواجهة أستون فيلا، أحد الفرق التي لا تعتمد كثيرًا على الكرات الطويلة — ربما تكون تلك المباراة فرصة حقيقية لكسر الدائرة السلبية والعودة إلى طريق الانتصارات.